آخر الأخبار

الجمعة، 15 ديسمبر 2017

كتاب : الإسراء و المعراج


لقد تحمل النبي صلى الله عليه و سلم كل ألـوان التـكذيب والسـخرية والإيـذاء فـوقف المـوقف الـكامل، وما زاد عن أن قال: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.
ولقد ذاق النبي صلى الله عليه و سلم لذة النصر يوم فتح مكة على الذين أخرجوه وبالغوا في الإساءة إليه، ونـكلوا بأصـحابه أشد التنـكيل، فـوقف المـوقف الـكامل، إذا كادت عمامتـه تلامس عنق بعيره، شـكراً لله، وتواضعاً، وما زاد عـن أن قال لهم: 
(( اذهبوا فأنتم الطلقاء ))
فلعل في حـدث الإسـراء والمعراج الـذي جعله الله تـكريماً لنبيه المصـطفى، ومسـحاً لجراح الماضي، وتثبيتاً لـقلب النبي الـكريم، وتطميناً على مسـتقبل الدعوة، وتعويضاً عن جفوة الأرض، بحفاوة السـماء، وعن قسـوة عالم الناس، بتكريم الملأ الأعلى.
لعل في حدث الإسراء والمعراج الذي يعد من أضـخم أحداث الدعوة الإسـلامية حيث سـبقته البعثة وجـاءت مـن بعده الهجرة دروسـاً بليغة للمسـلمين في حاضرهم وفي مستقبلهم.

اقرأ المزيد ...

كتاب : آيات الله في الآفاق


دراسة موضوعية دينية علمية للآيات الكونية ، ومعجزات الله عز وجل في رحاب الكون الواسع ، وما يضمه من براهين ساطعة على القدرة الإلهية المطلقة فيما خلق وأبدع .
إنه كتاب حي في استيعابه واستقصائه ؛ لكل ما انبث في هذه الحياة من دلائل على قدرة الله سبحانه ، وحجج قطعية تقود كل متفكر إلى الإيمان بالخالق العظيم ، والمربي الحكيم . 
وقد قادنا المؤلف في رحلة ممتعة ومفيدة ، حيث جمع بين دفتي كتابه ما يهم القارئ من الاطلاع على المعجزات الإلهية في هذا الكون الفسيح . 
وكانت رحلته مستوحاة من ثنايا المصادر الموثوقة ، والمراجع المعتمدة ، وهي أكثر من مئة وخمسين مصنفاً ، فلخصها في هذا الكتاب ، وقدم للمطلع زاد التجربة ، ولباب القراءة المثمرة ؛ في أسلوب علمي مشرق ، يجمع بين حلاوة العبارة ودقتها ، وسلاسة اللفظة وجزالتها ، مع الوضوح ، وانتقاء الكلمات الدالة على المعنى المراد ؛ وبذلك كان النتاج يفي بالمطلوب ، ويحقق الغاية المنشودة
اقرأ المزيد ...

كتاب : آيات الله في الإنسان


نظرات عميقة ، ولقطات دقيقة ؛ لما يحتوي عليه جسم الإنسان من دلائل كافية على أن الله عز وجل هو الخالق المتفرد ، والموجد القادر ؛ مما يقود إلى الإيمان بالله ، ويدفع القارئ إلى التأمل العميق والتدبر الأمثل .
وهذا الكتاب أيضاً بيان للمعجزات الإلهية في جسم الإنسان ، وهيكله ، وعضلاته ، وأجهزته المختلفة ، وكل ذلك يشكل أطلساً للعلوم الكونية من وجهة نظر دينية سليمة ، تبرز الحقائق ، وتدل عليها بعدسة المؤلف المطلع ، ودراسته العلمية العميقة ، حيث بدا الكتاب دليلاً وبياناً لمسألة معجزات الخالق جل جلاله في هذا الكائن المكرم .
وغني عن القول أن المؤلف قد استقصى بحثه ، ونوع مصادره ، واستوعب مراجعه ، وكتب ـ كعهده ـ بروح الباحث المتعمق ، والكاتب المخلص ، والعالم المدقق .
وكان كل ذلك بأسلوب جذاب ، يقرب المادة إلى القارئ ، وييسرها للمطالع ؛ بلغة علمية فصيحة ، تدل على مقدرة لغوية فائقة
اقرأ المزيد ...

كتاب : موسوعة أسماء الله الحسنى


تعددت وتنوعت الكتب التي تشرح أسماء الله الحسنى قديماً وحديثاً ، وقد يجمع بينها التعاريف النظرية ، والأقيسة المنطقية والشروح المختصرة ، وبعض التطبيقات العملية .
والدكتور محمد راتب النابلسي في موسوعته هذه ، فضلاً عن نقله لما في كتب العلماء الأجلاء ، قديماً وحديثاً ، من شروح لأسماء الله الحسنى ، يسلك أسلوباً جديداً في شرحه لهذه الأسماء الحسنى ، يعتمد على آيات الله في الآفاق ، وعلى آيات الله في النفس البشرية ، ويعتمد على أفعال الله الدالة على ألوهيته ، ووحدانيته ، وكماله ، ويعتمد على ما في الكتاب والسنة من تعريفات وشروح لأسمائه جل جلاله ، بحيث تغدوا آيات الله الكونية ، والتكونية ، والقرآنية ، مضيئة وموضحة لهذه الأسماء

اقرأ المزيد ...

كتاب : ومضات في الإسلام



هذا الكتاب هو محاولة متواضعة للتعريف بخالق السماوات والأرض ، من خلال قرآنه العظيم ، وما صح من سنة نبيه محمد بن عبد الله عليه أتم الصلاة والتسليم ، فلعل القارئ الكريم يعرف ربه ، فيحبه ، ويعبده ، فيسلم ويسعد بقربه في الدنيا والآخرة ، وعندئذ يحقق الغاية من وجوده ، ويقف على أرض صلبة ، لا تتزلزل بسبب المتغيرات والمستجدات ، ويضع يده على الحق الثابت والهادف ، الذي يقدم التصورات الصحيحة ، والعميقة ، والمتناسقة عن الكون ، والحياة ، والإنسان ، وعن حقيقة الوجود ، ومقاييس المعرفة ، وطبيعة الحق والباطل ، والخير والشر ، والجمال والقبح ؛ لئلا يضل عقل الإنسان ، ولئلا تشقى نفسه ، ولئلا يندم على ما فات ، ولئلا يخشى مما هو آت ، بعيداً عن الشبهات ، والضلالات ، والأكاذيب ، والترهات ، في عصر العولمة ، وثورة المعلومات ، وثورة الاتصالات ، وهيمنة القطب الواحد على الجوانب الثقافية ، والفكرية ، والاجتماعية ، والدينية ، لشعوب الأرض ، ومحاولة هذا القطب طمس الخصوصيات الثقافية والحضارية للأمة الإسلامية .

اقرأ المزيد ...

كتاب : نظرات في الإسلام


تأخذ الدعوة إلى الله تعالى عادة منحيين اثنين ؛ دعوة عن طريق تأليف القلوب وهذا أعمق أثراً ، ودعوة عن طريق تأليف الكتب ، وهذه أطول أمداً . دعوة بالمشافهة ودعوة بالمراسلة .
لقد قدم الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي الذي عرف بدعوته ؛ ذات المضمون العميق المتماسك ، وذات الأسلوب الرشيق الجذاب .
قدم كتاب " نظرات في الإسلام " الذي انطلق فيه من القواعد أساسية مستنبطة من الكتاب والسنة ؛ التعريف بالآمر قبل الأمر ، الأصول قبل الفروع ، الترغيب قبل الترهيب التيسير لا التعسير ، التدرج لا الطفرة ، المضامين لا العناوين ، المتفق عليه لا المختلف عليه المبادئ لا الأشخاص ، مخاطبة القلب والعقل معاً ، التأكيد على الكلية المعرفية في الدين والكلية السلوكية ، والكلية الجمالية .
لقد جاء كتاب " نظرات في الإسلام " مبؤباً بحسب موضوعاته :
العقائد ، العبادات ، المعاملات ، مكارم الأخلاق ، التربية النفسية ، السيرة موضوعات في الدعوة ، موضوعات علمية ، أدعية وابتهالات .
إن الدعاة إلى الله يكمل بعضهم بعضاً ، ويغطي كل منهم شريحة من شرائح المجتمع ولا تثريب عليهم إذا اتفقوا في الأصول ، أن تتعدد وجهات نظرهم في الفروع والأساليب . يتعاونون في ما اتفقوا ، ويعذر بعضهم بعضاً في ما اختلفوا



اقرأ المزيد ...

الأحد، 10 ديسمبر 2017

دليل دوران الأرض من القرآن


يعتقد بعض علمائنا من المشايخ أن ظاهر القرآن يقول بثبات الأرض، وطبعاً هذا استنباط خاطئ، لأن ظاهر القرآن يؤكد حركة الأرض.. دعونا نتأمل....

تأملوا معي هذا النص القرآني: (وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) [يس: 33-40].
هذا النص الكريم يتحدث عن ثلاثة أجرام سماوية وهي: الأرض – الشمس – القمر، وختمت الآية بقوله (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فكلمة (كلّ) في هذا النص يمكن أن تعود على الأرض والشمس والقمر، فكل هذه الأجرام تسبح في فلكها أو مدارها.
ومع أن بعض المفسرين اعتبروا أن (كلّ) تعود إلى الشمس والقمر، ولكن لا يمنع أن نتوسع في دلالة هذه الكلمة لتشمل الأرض أيضاً، فتكون كلمة (كلّ) تعود على الشمس والأرض والقمر، أي أن القرآن أشار إلى حركة الأرض، وليس كما اعتقد بعض المشايخ أن القرآن يقول بثبات الأرض.
وقد يقول قائل: النص القرآني يحوي عدة أشياء مثل النخيل والأعناب والأزواج... فلماذا اخترت الأرض فقط؟ ونقول: إن كل ما ذكر في النص يسبح أيضاً!! فالنخيل والأعناب وكل النباتات على الأرض والليل والنهار... كلها تسبح مع الأرض لأنها مرتبطة بالأرض وموجودة على ظهرها، ولذلك فإن كل شيء نراه بأعيننا يسبح ويتحرك بأمر الله تبارك وتعالى..

 
يمثل هذا الرسم المسار الدقيق للشمس (ومعها الأرض والقمر وبقية كواكب المجموعة الشمسية) وذلك عبر مجرتنا، ونرى شكل المسار (الأخضر) وكأنه شكل موجة من أمواج البحر، وتظهر الشمس وكواكبها وكأنها تسبح عبر المجرة.. ولذلك فإن التعبير القرآني عن هذه المجموعة الشمسية وبخاصة (الشمس والأرض والقمر): (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) هو تعبير دقيق جداً ويمثل الواقع الذي يعتقد به العلماء... مرجع الصورة (موقع الفضاء).
كذلك فإن هذا النص لهو دليل قوي من القرآن الكريم على أن الأرض تسبح ولا تدور، لأن الأرض نراها تدور حول الشمس، ولكن إذا خرجنا خارج المجموعة الشمسية سوف نرى الأرض تسير صعوداً وهبوطاً وترسم مساراً يشبه موج البحر.. ومثلها القمر ومثلها الشمس.. سبحان الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المراجع:
محاضرة للشيخ الألباني رحمه الله.
Space.com


اقرأ المزيد ...

الأرض مهددة بالزوال


هذه النيازك تبدو وكأنها صخور محترقة وتتشكل القشرة المحروقة للنيزك عند دخوله عبر الغلاف الجوي ‏للأرض حيث ينشأ الاحتراق بسبب الاحتكاك والسرعة....

هذه معلومات أحببتُ أن أنقلها لكم من الموقع الألماني dw.com والتي تؤكد أن الأرض مهددة بالزوال في أي لحظة.. فالعلم يؤكد أن حوالي 10 آلاف كويكب صغير تحوم قريباً من الأرض وقد تكون خطيرة على البشر وكل ما هو على سطح الأرض.
 
يقول الخبراء: إن النيازك تضرب أيضاً كواكب أخرى غير الأرض، وقد اكتشف مسبارُ " أبورتيونيتي روفَر" التابع لوكالة ناسا الفضائية أول النيازك التي ضربت كوكباً خارج كوكب الأرض وذلك على سطح المريخ عام 2015.
 
إن معظم النيازك (99.8% من 30 ألف نيزك) التي عُثِرَ عليها على الأرض وُجِدَ أن مصدرها هي الكويكبات. وتنشأ الكويكبات أثناء تشكُّل الكواكب، لكن ليس للكواكب غلاف جوي محيط بها، وتكاد جاذبيتها تكون معدومة.
 
القوة التدميرية للنيزك الذي ضرب الأرض في القرب من منطقة تشيليابنسك الروسية بتاريخ 15-2-2013، تكافئ القوة التدميرية لـ 100 إلى 1000 كيلو طن من مادة تي إن تي المتفجرة وقد أصيب نحو 1500 شخص في هذا الانفجار.  قبل احتراقه في الغلاف الجوي للأرض قُدِّرَ قُطر نيزك تشيليابنسك بـ 20 متراً، وكل ما تبقى منه هو حجر صغير يزن كيلوغراماً واحداً فقط!
 
كان هناك كويكب اسمه "2012 دي أيه 14" كان أكثر خطورة بكثير. فقد كان وزنه 130 ألف طن وقد مرّ هذا الكويكب طائراً على بُعد 27 ألف كيلومتر فقط من الأرض في اليوم نفسه الذي ضرب فيه نيزك تشيليابنسك الأرض. وهذه المسافة جعلته أقرب إلى الأرض من بعض الأقمار الصناعية الدائرة حولها.
 
من المتوقع أن تقترب من الأرض كويكبات ومذنبات عديدة أخرى خلال عام. والعلماء يرصدونها ويراقبونها عن كثب، وذلك لأن أصغر الصخور القادمة من هذه المذنبات والكويكبات يمكن أن تكون خطيرة على البشر.
 
 المذنبات والشُّهب.. رصاصات نجمية نارية فهي تتكون من سحابة غازية ومن ذيل غازي ضخم ومن الحجارة وجزيئات غبارية. وحين تدخل الحبيبات التابعة للمذنبات إلى مجال الأرض الجوي فإنها تصبح ساخنة إلى درجة حرارة تصل إلى 3000 درجة مئوية، وتبدأ بالتوهج وتصبح مثل رصاصات نجمية نارية.
ولذلك فنحن مهددون بكميات هائلة من الحجارة الملتهبة التي قد تخترق غلافنا الجوي في أي لحظة.. ويمكن أن تسبب كوارث كثيرة على الأرض. هذه الظاهرة لم يغفل عنها القرآن الكريم، بل حذر البشر منها.. قال تعالى: (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك: 17]... وهذا من إعجاز القرآن أنه لم يترك شيئاً إلا وأنبأ عنه!!
ولذلك ينبغي علينا الرجوع إلى الله تعالى والمسارعة في التوبة وترك المعاصي، أن نتذكر بأن القيامة تأتي بغتة.. فلنسأل أنفسنا ماذا أعددنا لهذه اللحظة؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المراجع:


اقرأ المزيد ...

لأرض تتنفس


قام العلماء بدراسة النظام العالمي لتغير نسبة الكربون على الكرة الأرضية، وتبين بأن الأرض أشبه بكائن حي له رئة يتنفس بها.. دعونا نسبح الخالق عز وجل....

حسب موقع ناشيونال جيوغرافيك فإن أرضنا تحوي 3.1 تريليون شجرة على الأقل.. وكل شجرة تحوي عشرات الآلاف من الأوراق.. مثلاً شجرة البلوط الكبيرة تحوي بحدود نصف مليون ورقة.. والعجيب أن كل ورقة مجهزة بمئات الآلاف من الفتحات المختصة بالتنفس تدعى stomata.. .. حيث تعمل كل فتحة مثل رئة تأخذ غاز الكربون وتطرح غاز الأكسجين..
ولذلك إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الأعشاب والحشائش ومختلف أنواع النبات فنحن أمام عدد هائل يقدر بأكثر من تريليون تريليون فتحة (رئة حية) تعمل معاً على هذا الكوكب بنظام متناسق. حيث تمتص كميات هائلة من غاز الكربون Co2 وطرح كميات هائلة من غاز الأكسجين O2 وبالتالي نحن أمام كوكب يتنفس بالكامل وبنظام دقيق جداً..
 
صورة بالمجهرالإلكتروني لورقة نباتية وتظهر عليها مئات الفتحات الخاصة بالتنفس، حيث تعمل كل فتحة مثل رئة حقيقية تأخذ غاز الكربون وتطرح غاز الأكسجين وتساهم في التوازن البيئي.. ونتذكر قول الله تعالى: (وَ الْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَ أَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) [الحجر: 19].
ففي الأشهر الدافئة تنمو الأوراق بنفس الوقت تقريباً وتبدأ بامتصاص غاز الكربون وطرح الأكسجين.. ثم في الأشهر الباردة تزداد نسبة غاز الكربون.... وهكذا وفق دورة سنوية محكمة ومنظمة، أي أن تريليونات الأشجار تعمل وفق نظام عالمي ثابت... لولا هذا النظام لما استمرت الحياة على الأرض..
 
لولا وجود البحار على الأرض وبهذه النسبة تماماً لما كانت الأرض على ما تبدو عليه الآن.. فالبحار ضرورية جداً لنشوء واستمرار الحياة، والبحار تساهم في تنقية الجو والحفاظ على التوازن البيئي من خلال دورة الكربون.. البحار مهمة في نزول المطر اللازم للنبات.. ومهمة للحفاظ على الغلاف الجوي.. ومهمة للكائنات الحية.. وبالتالي لا يمكن الاعتقاد بأن هذه البحار نشأت نتيجة عمليات تطور عشوائية لقشرة الأرض!!
كما وجد العلماء أن هذا النظام العالمي لتنفس الأرض تشارك فيه البحار والكائنات الحية الأخرى.. حيث وجدوا أن دورة المطر أو ما يسمى دورة الماء، تساهم بشكل كبير في صيانة جو الأرض والمحافظة على التوازن البيئي.. وهذه الدورة المائية تعمل مع النباتات والمحيطات وبقية الكائنات الحية في نظام متناغم ومتكامل... فلا بد من وجود من يشرف على هذا النظام.. ولا يمكن أن تجري الأمور هكذا بصورة عشوائية..
 
هناك دورة محكمة للطقس تتكرر كل عام، ولولا هذه الدورة لم تستمر الحياة على الأرض.. ففصل الشتاء مهم جداً لنزول المطر مما يؤمن الغذاء اللازم للنبات، كذلك شهر الصيف والربيع مهمان لنمو النبات وطرح كميات كبيرة من الأكسجين للجو من قبل النبات، وكذلك شهر الخريف مهم لنمو البذور في التربة... إذاً لولا هذه الفصول الأربعة ما نشأت الحياة على الأرض ولا استمرت.. وبالتالي يجب الاعتراف بأن هناك نظاماً صارماً يُدار من قبل حكيم عليم سبحانه وتعالى.
يمكن القول أحبتي في الله، لا يوجد إنسان عاقل يمكن أن يعتقد أن مثل هذا النظام المعقد قد جاء نتيجة عمليات عشوائية.. ولا يمكن لإنسان عاقل أن يتصور بأن هذا العدد الهائل من الأوراق التي تعمل معاً بنظام واحد متكامل.. أن يكون قد جاء نتيجة التطور المزعوم.. بل إن المنطق العلمي يفرض بأن هذا النظام وُجد بشكل مفاجئ ودفعة واحدة .. ولكن لماذا؟
إن الغطاء النباتي على الأرض يحتاج لنسبة محددة من الأكسجين وغاز الكربون ليتمكن من العمل بكفاءة عالية كما نراه اليوم، وبالتالي فإن وجود عدد قليل من الأشجار على الأرض لا يمكن أن يعمل إلا إذا كانت نسبة الأكسجين والكربون هي ذاتها... إن نظرية التطور تفترض أن النبات نشأ على الأرض في مكان محدد ثم تكاثر حتى غطى الأرض عبر ملايين السنين.. ولكن هذا هذا يمكن أن يحدث بالفعل؟
إن نشوء الأشجار يحتاج لنسبة كربون محددة في الجو، وإذا زادت عن ذلك سوف تختنق الأشجار.. وإذا زادت نسبة الأكسجين سوف تموت الأشجار أيضاً لوجود خلل في عملية التنفس.. وبالتالي فإن هذا الغطاء النباتي خُلق عندما كانت الأرض مجهزة بالتربة المناسبة والهواء المناسب وكل النسب الأخرى مناسبة مثل درجة الحرارة والضغط الجوي ونسبة الرطوبة...
قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس: 36]. وقال أيضاً متحدثاً عن الأرض في بداية خلقها: (وَ قَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) [فصلت: 10]. فالله تعالى يجهز البيئة المناسبة قبل أن يخلق المخلوقات.. ولكن من يعتقد بالتطور يظن العكس!!
فهم يقولون إن الكائنات تتأقلم مع البيئة.. وكأن الطبيعة هي الأساس والمخلوقات جاءت نتيجة مصادفات.. والبيئة ثابتة، مع العلم أن الله تعالى يؤكد في كثير من آيات كتابه الكريم أنه جهّز الأرض أولاً بشكل يناسب ما سيتم خلقه.. ثم خلق المخلوقات.. تماماً مثل أحدنا عندما يجهز شقّة أولاً بما يحتاجه من أثاث ثم يسكن فيها ليجد راحته..
قال تعالى: (وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) [الأعلى: 3]... وقال أيضاً: (وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2]. فكل شيء له نظام مقدر محسوب..
إن دراسة الكون من دون الاعتراف بالخالق خطيئة كبرى.. ولن يصل العلماء إلى الحقيقة ماداموا ينكرون الخالق تبارك وتعالى، ولذلك ينبغي أن ندرس هذا الكون بما فيه من أرض وكائنات ومجرات.. بحيث نعتقد أولاً أن الله تعالى هو الذي خلق الكون ونظمه وقدره تقديراً.. وبالتالي سوف نصل إلى الحقيقة الكاملة.
قال تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) [الطور: 35-37].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المراجع 
اقرأ المزيد ...

كوكب الجحيم


نعم كثيرة من حولنا لا نشعر بها.. ولكن عندما ننظر ونتأمل في هذه السموات ندرك قيمة هذه النعمة.. ولذلك قال تعالى: قل انظروا ماذا في السموات والأرض....
من رحمة الله تعالى بنا أنه جعلنا نعيش على أرض تبعد عن الشمس 150 مليون كيلومتر، هذه الشمس ضرورية جداً لحياتنا ولولا الشمس لم تستمر الحياة على وجه الأرض.. ولكن ماذا يعني ذلك؟ وماذا لو كانت أرضنا قريبة من الشمس؟
إذا اقتربت الأرض من الشمس سوف ترتفع درجة حرارتها كثيراً وتنهي الحياة على ظهرها.. ولذلك فإن الله تعالى وضع لنا أمثلة في هذا الكون لندرك نعمة الخالق علينا.. ومن هذه الأمثلة كوكب ترتفع درجة حرارته لأكثر من 2400 درجة مئوية بسبب قربه من نجمه الذي يدور حوله.
 
صورة تخيلية للكوكب كانكري 55 إي، حيث تبلغ درجة الحرارة على سطحه أثناء الليل أكثر من 1100 درجة مئوية.. وفي النهار تبلغ 2400 درجة مئوية.. فهو بحق أشبه بفرن لصهر المعادن!
 
هذا الكوكب يدور حول نجمه أو شمسه بعدل دورة واحدة كل 18 ساعة.. إذاً السنة بالنسبة لهذا الكوكب الملتهب تبلغ 18 ساعة فقط... ويقطع مسافة خلالها تبلغ أكثر من مليوني كيلومتر.
والآن هل ندرك معنى قوله تعالى: (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَ جَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَ جَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَ جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [النمل: 61]. فلو كانت الأرض قريبة من الشمس لاختل نظام الجاذبية فيها ولم نشعر بالاستقرار.. ولكانت قد تبخرت الأنهار والبحار واختفت أشكال الحياة.. فالحمد لله القائل: (وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المراجع:

اقرأ المزيد ...

التماسك الكوني: لماذا لا ينهار الكون؟‏


قضية فيزيائية طرحها القرآن قبل 14 قرناً ... واليوم يحاول العلماء طرح القضية ذاتها والإجابة عن سؤال مهم: كيف يتماسك الكون ولا ينهار على نفسه؟....

في دراسة لكلية لندن الملكية وجامعة كوبنهاغن وجامعة هلسنكي (2014) وجد الباحثون أن الثانية الأولى من عمر الكون مهمة جداً حيث حدثت معظم العمليات الأساسية في نشوء الكون. فقد حدث تضخم مفاجئ في الكتلة الابتدائية.. هذا التضخم أو التوسع حدث خلال جزء ضئيل من الثانية.. ولكن مالذي كان يمسك الكون من الزوال؟
تقول الدراسة إن الجاذبية الكونية مع منحني الزمان والمكان عملوا على الإمساك بالكون ومنعه من الانهيار أو التمزق. فكتلة الإلكترون جاءت بالضبط مناسبة للحفاظ على تماسك الكون، وكذلك سرعة الضوء وكذلك قيمة الثابت الكوني وقيم أخرى كثيرة.. يكفي أن تتغير أي قيمة ولو بشكل طفيف ليؤدي ذلك إلى تحول الكون إلى ثقب أسود وانهياره خلال زمن قصير.
 
وهنا يحتار العلماء: كيف تمكن الكون من النجاة من الانهيار؟ وكيف جاءت جميع القيم الفيزيائية بالضبط مناسبة لنشوء الكون؟ وكيف تمكنت الجاذبية من إمساك الكون ومنعه من الانهيار؟
الجواب نجده في هذه الآية الكريمة التي نزلت في زمن لم يكن أحد يتخيل إمكانية زوال الكون وضرورة الإمساك بأجزائه... قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَ لَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41].. فالله تعالى سخر كل القوانين والقيم الفيزيائية المناسبة التي تضمن عدم زوال الكون.. فكيف علم النبي الكريم أهمية الإمساك بالكون وحفظه من الزوال؟ ولماذا يتحدث في مثل هذه القضية العلمية التي لم ينتبه إليها العلماء إلا الآن في القرن 21؟ إنه دليل على صدق هذا النبي الرحيم وصدق رسالة الإسلام..
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المراجع

Why didn't the universe collapse after the Big Bang? http://www.gizmag.com/gravity-prevented-universe-collapse-after-big-bang/34828/

اقرأ المزيد ...

النهار السرمدي


تحدث القرآن عن النهار السرمدي في زمن لم يكن أحد يتخيل وجود كواكب يكون النهار عليها طويلاً جداً، وأطول من عمر الإنسان.. دعونا نتأمل....

نشرت مجلة US journal Science اكتشافاً جديداً (7/2016) لكوكب غريب يدور حول ثلاثة شموس!! ويقول العلماء إن حركة الكوكب معقدة جداً لدرجة أن النهار يبقى مستمراً على ظهر الكوكب لمئات السنين وكأنه نهار سرمدي مع العلم أن هناك ثلاثة شموس تشرق وتغيب كل يوم!
هذا الكوكب HD 131399Ab يخضع لعدد من المشارق والمغارب ورغم ذلك يستمر النهار.. ويقع الكوكب في برج constellation Centaurus على بعد 340 سنة ضوئية من الأرض (3400 تريليون كم).
بعد مراقبة ودراسة هذا الكوكب الغريب تبين أن الشموس الثلاثة تشرق في سمائه لمدة 140 سنة لتعطي نهاراً بشكل متواصل..
إن مدة النهار على الأرض تعدّ بالساعات ولكن على ذلك الكوكب يعدّ النهار ب 140 سنة أي أكثر من عمر أي إنسان على وجه الأرض.. وبالتالي فإن الأرض لو كانت بهذه المواصفات لشهدنا نهاراً سرمدياً أو ليلاً سرمدياً يستمر طيلة عمر الإنسان.. أما سنة هذا الكوكب فتبلغ 550 سنة أرضية.
إن الحديث عن مشرق واحد وغرب واحد غير دقيق من الناحية العلمية.. ويجب أن نتحدث عن أكثر من مشرق وأكثر من مغرب، لأن بعض الكواكب تدور حول شمسين.. وهذا الكوكب يدور حول ثلاثة شموس.. وهذا ما فعله القرآن عندما تحدث عن المشرق والمغرب – المشرقين والمغربين – المشارق والمغارب.. فشمل جميع الاحتمالات في الكون.
قال تعالى: (قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ مَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [الشعراء: 28].
وقال أيضاً: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَ رَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) [الرحمن: 17].
وقال: (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ) [المعارج: 40].
لذلك هذه نعمة عظيمة من نعم الخالق تبارك وتعالى أن جعل مدة الليل والنهار 24 ساعة فقط بشكل يتناسب مع احتياجات الإنسان للنوم والعمل والحياة المستقرة... هذه النعمة أشار القرآن إليها في كتابه الكريم.
فالليل السرمدي الدائم الذي يستمر لسنوات طويلة.. هو عذاب للإنسان وعدم استقرار ولذلك قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ) [القصص: 71].
كذلك النهار السرمدي الذي يستمر لفترات طويلة يسبب القلق والاضطرابات في حياة الإنسان فلا يستطيع النوم أو الراحة أو الاستقرار.. ولذلك قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [القصص: 72]. فهل نشكر نعمة الله تعالى؟؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المراجع





اقرأ المزيد ...

نحاس في السماء


هل تعلم ما هو تفسير قوله تعالى: شواظ من نار ونحاس؟ وهل النحاس يمكن أن يكون نوعاً من أشد أنواع العذاب؟ دعونا نتأمل....
هناك نيازك تتوهج باللون الأخضر لدى احتراقها على حدود الغلاف الجوي فلماذا؟ لقد درس العلماء هذه الظاهرة فوجدوا أن هذه النيازك تحوي معدن النحاس والذي ينصهر ويتبخر أثناء احتكاك النيزك بالغلاف الجوي نتيجة لسرعته الهائلة.
وهذه صور لبعض النيازك التي تتوهج باللون الأخضر بسبب وجود عنصر النحاس في تركيب هذه النيازك، ويقول العلماء إن ذوبان النحاس بهذا الشكل يولد طاقة حرارية هائلة تصل حرارتها لأكثر من ألفي درجة مئوية..


هذه الظاهرة – ظاهرة النيازك النحاسية المتواجدة في الفضاء لم يتم اكتشافها إلا حديثاً... ولكن الله تعالى أنبأ عن مثل هذه النيازك بالإشارة إلى عنصر النحاس فيها.. قال تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَ نُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ) [الرحمن: 33-35].
والشَّواظُ والشُّواظُ اللَّهَب الذي لا دُخانَ فيه.. وهذه الكلمة فيها إعجاز أيضاً.. فتشكل الدخان يحتاج للأكسجين، والفضاء الخارجي كما نعلم لا يوجد أكسجين وبالتالي لا يتشكل الدخان، بل تتشكل شرارة نارية عنيفة أشبه بإعصار ناري نتيجة ذوبان وتبخر النحاس... الدخان الذي نعرفه يتركب أساساً من أول وثاني أكسيد الكربون.. ومركبات أخرى يدخل الأكسجين في تركيبها.
وسؤالنا للمشككين بهذا القرآن: كيف علم نبينا عليه السلام بوجود عنصر النحاس في الفضاء الخارجي وأنه من أنواع العذاب الشديد؟ ومن أين جاء بكلمة(شواظ) وهي مناسبة جداً للتعبير عن احتراق النحاس في الفضاء الخارجي حيث لا يوجد أكسجين مما يولد كرة نارية ملتهبة من دون دخان كالذي عرفه على الأرض.. ولا نملك إلا أن نقول.. سبحان الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المراجع:


اقرأ المزيد ...

الاثنين، 4 ديسمبر 2017

قوة الصيام

ربما ندرك مدى القوة الشفائية التي يتمتع بها الصيام، ولذلك هذه العبادة كلها خير للإنسان... وربما ندرك لماذا قال تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 184].....

يقول البروفسور  Mark Mattson المتخصص بعلم أعصاب الشيخوخة، إن الصيام يجبر الدماغ على إفراز بروتين نادر ومهم لصحة الإنسان وطول عمره. فالعلماء اليوم متأكدون بنسبة 100 % أن الصيام يطيل العمر (وهناك تجربة على الفئران تؤكد أن الصيام يزيد العمر حتى 40 % )!! ويؤكد هذا الباحث أن تقليل كمية الطعام والشراب المستهلكة تؤدي إلى تنشيط الخلايا وصيانة الكبد وتنظيف الأمعاء وتقوية القلب وتنشيط الدماغ والذاكرة والتخلص من الوزن الزائد وتحسن ضغط الدم..
كشفت دراسة أمريكية جديدة أن الصيام المتكرر يخفض السعرات الحرارية، ما يزيد من كمية الخلايا العصبية التي تنشط الأعصاب. وهذا يساعد على شفاء الكثير من الأمراض. وكشفت الدراسة أن الصيام لمدة طويلة تصل إلى عشرة أيام متتابعة مع اتباع نظام غذائي مبني على الخضروات يساعد مريض التهاب المفاصل على تخفيف الآلام الناتجة عنها، كذلك الحال بالنسبة للأمراض الخاصة بالقلب، وأن فوائد الصيام تظهر أيضاً على مرضى ارتفاع ضغط الدم، في حال الصيام لمدة 12 يوماً.
وأشارت الدراسة إلى أن صيام يوم من كل شهر يخفض من خطورة المعاناة من مرض السكر بنسبة 40%، حيث إن الجسم يفرز الكولسترول الذي يستخدم الدهون كمصدر للطاقة بدلا من الجلوكوز، مما يجعل الخلايا الدهنية في الجسم تنخفض!
تقول الدراسة إن الصوم يقي من بعض أمراض السرطان، وهو له نفس قدر العلاج الكيماوي بالنسبة لسرطان الثدي والجلد والمخ، فالصيام لمدة خمسة أيام يساعد على بطء نمو الأورام السرطانية، وإن المواظبة على اتباع نظام للصوم يثبط نمو الخلايا السرطانية في الجسم.
إن هذه الفوائد تجعل من الصيام قوة هائلة لشفاء الأمراض. فالصوم المنتظم وبخاصة يومين من كل أسبوع وكذلك شهر في السنة يخفض تأثير الكولسترول الضار في الجسم، ويضبط مستوى السكر وكذلك يوازن معدل ضغط الدم وينظم عمل القلب وهذه الأمراض تصيب معظم البشر وتؤدي إلى نوبات قاتلة، ولذلك فإن الصوم يحدّ من هذه الأمراض وبالتالي يجعلك تتمتع بحياة أفضل....
يقول العلماء إن الامتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة يعطي فرصة للنظام المناعي لممارسة مهامة بشكل أقوى، ويخفف الأعباء عن أجهزة الجسد لأن الطعام الزائد يرهق الجسم، ولذلك وبمجرد أن تمارس الصوم، فإن خلايا جسدك تبدأ بطرد السموم المتراكمة طيلة العام، وسوف تشعر بطاقة عالية وراحة نفسية وقوة لم تشعر بها من قبل!
أظهرت دراسة جديدة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم التغذية السريري أن الصوم المتقطع المشابه للصوم عند المسلمين مهم جداً لعلاج بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين.
كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون "الأديبونيسيتين" الذي يسهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز واستقلاب الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على لعب دورٍ في زيادة استجابة الأنسجة لهرمون الإنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم للجلوكوز في الجسم.
 كما كشفت دراسة أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها الدورية البريطانية للتغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين برمضان، ساعد على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد الذين يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري.
أظهرت دراسة أعدها باحثون بجامعة غرونوبل الفرنسية دور الصيام المتقطع في خفض معدل حدوث بعض الأورام الليمفاوية إلى الصفر تقريباً، بحسب تجارب أجريت على الثدييات. كما أظهرت دراسات أخرى أن الصوم المتقطع يرفع من معدل النجاة بين الأفراد، ممن يعانون من إصابات في نسيج الكبد، والتي تمتلك قابلية للتحول إلى أورام في المستقبل.
 
أظهرت دراسات علمية دور الصوم المتقطع، في تأخير هرم الخلايا الدماغية، ومساهمته في إبطاء نشوء مرض الزهايمر. هذه الدراسة أجراها المركز القومي لبحوث الشيخوخة في الولايات المتحدة الأمريكية، حول تأثير محتمل للصوم المتقطع، وبعض الحميات التي تنخفض فيها السعرات الحرارية إلى النصف تقريباً، وتبين دور الصوم في تأخير هرم الأنسجة الدماغية.
يقول البروفسور الألماني هانزديتليف فاسمان (مدير قسم جراحة الأعصاب في مستشفى مونستر الجامعي) إن التغذية الصحية أو الصوم من وقت لآخر يعد "منشطاً للمخ". ويؤكد أن تناول كميات محدودة من السعرات الحرارية أو الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة كتلك الموجودة في السمك وبذور الكتان تمنع حدوث اضطرابات في وظائف المخ، كما تقلل من خطورة التعرض للخرف أو السكتة الدماغية.
والسؤال... أليس الصيام كله خير؟
إذاً تأملوا معي قول الله تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 184]..
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

المراجع





اقرأ المزيد ...
جميع الحقوق محفوظة لـلغة الحياة
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Designed By